كيف تصبح مساعد مخرج في صناعة السينما ؟​

 : مقدمة

نقدم لكم سلسلة مقالات تحتوي على معلومات عملية مجانية من خلال خبرات سنوات داخل مواقع التصوير قد لا تجد هذه المعلومات داخل الكتب النظرية ، لذلك إذا كنت مهتماً بهذا المجال وهذا التخصص ستكون سعيداً للغاية ، لذا عليك متابعة السلسلة القادمة  من المقالات السينمائية 

في البداية، دائماً ما يأتي حب السينما بشكل أشبه بالصدفة، ويكون الوسيط الأول لشغفنا بهذا المجال هو مشاهدة الأفلام منذ الصغر ، حتى تصبح هوايتك هي مشاهدة الأفلام إلى أن تتساءل كيف تم صنع هذا المشهد ، ويزداد شغفك بالتركيز على كيفية صنع اللقطات ، وهنا يتحدد شغفك بالتخصص الذي تريده ، فهل أنت تحب أن تقف أمام الكاميرا أم خلفها ؟

هل تحب أن تصبح ممثل لكي تؤدي الشخصيات بمختلف تفاصيلها وتدخل في عوالم مختلفة ، أم أن شغفك كان يقودك لأن تكون أحد صانعي هذه اللقطة ؟  لتبدأ النظر إلى جميع الأقسام ، فهل تريد أن تكون مونتيراً فهو من يتحكم في القطع وتركيب اللقطات ، أم أنك تريد أن تصبح مصوراً فهو من يرى بعينه ويسجل اللقطات ، أم أنك تريد أن تصبح مصمم أزياء لتدخل في عوالم الشخصيات والعصور الزمنية وترسم ملابسهم وتتلاعب بالألوان… إلخ ، إلى أن يأتي السؤال الأكثر أهمية هل أنت تريد أن تكون المهيمن على كل الأقسام ؟ وأن تتحكم في جميع عناصر الفيلم ؟ وأن تتخيل الأحداث وتفرض خيالك على الجمهور؟ وأن تكون لديك وجهة نظرك الخاصة التي تريد طرحها وترى رد فعل جمهورك على ما كنت تفكر فيه وحدك؟ وتشعر بمتعة فهم المشاهد لما يدور داخل رأسك ؟ وتشاهد ردود أفعاله بالضحك أو البكاء ، لتشعر وقتها أنك المهيمن الوحيد على هذا العمل ، فأنت دائماً كنت تسمع سؤال شهير من الجمهور حين مشاهدة أي فيلم سينمائي “لماذا حدث هذا؟” ليكون الرد المشهور دائماً: “هذا ما يريده المخرج”. يمكن أن تكون هذه الجملة هي مفتاح دخولك هذا العالم إذا كان بداخلك شغف لمهنة الإخراج السينمائي. في هذا الوقت، ستبدأ في مشاهدة الأفلام والتفكير والبحث عن كيفية صناعة هذه اللقطات

في وقت محدد فى حياتك ستقرر أنك ستكون المخرج، وعندما تقرر هذا بالتأكيد يجب عليك الدراسة النظرية بشكل صحيح. ولكن سيظل هناك جانب من المعلومات الهامة الخفية التي لا تكتسبها إلا بالممارسة العملية وتكوين خبراتك في الاستوديوهات ومواقع التصوير المختلفة ، فكلما كثرت خطواتك العملية، كلما تعلمت شيئاً جديداً يوماً بعد يوم داخل مواقع التصوير

 : الغاية

لا شك أنك حين تقرر أن تصبح مخرجاً، ستجد الكثير من الصعوبات لكي تخترق هذا المجال، خصوصاً في حالة عدم وجود من يساعدك بالدخول فيه. لكن دائماً كانت هناك أمثلة لأعظم المخرجين الذين لم يجدوا من يساعدهم حتى أنهم لم يستطيعوا الإلتحاق بالدراسة الأكاديمية لصعوبة إختبارات هذة المعاهد بالنسبة للمبتدئين ، ولحسبات آخرى ، ولكن كثيراً من الموهوبين الصادقين إستطاعوا إختراق السوق التجاري والعمل كمساعدين لبعض المخرجين ، أو قاموا بالعمل فى السينما المستقلة وصنع أفلام قصيرة فى البداية وكثيرا من المخرجين حقق نجاحات من هذا الإتجاة ، أو من كان له الحظ في وجود منتج آمن به وقام بإخراج التجارب الأولى له دون العمل كمساعد مخرج وهناك الكثير حققوا نجاحات كبيرة دون دراسة أكاديمية رسمية ، ولكن دائماً أرى أنك إذا لم تتمكن من الإلتحاق بالمعاهد الرسمية، يمكنك الدراسة في أماكن أخرى مجانية تساعدك على التعلم والبحث والقراءة حتى تتمكن من الوصول إلى مرحلة العمل كمساعد مخرج في السوق التجاري وإذا نجحت في كسر هذا الحاجز وتحقيق إنضمامك للعمل في الصناعة، سيكون هذا أكبر إستفادة لك للدخول إلى هذا  المجال ، ولكني دائماً على ثقة بأن القاعدة الأساسية تقول …لا أحد يحاول دائماً… ولا يصل

 : الواقع

يقال إن درجة صعوبة طبيعة العمل في مجال “صناعة السينما” تأتي في المركز الثاني بعد مهنة “عمال المناجم” وذلك لشدة صعوبة طبيعة العمل به. فأنا أرى دائماً أنه يجب أن تكون عاشقاً لهذة المهنة حتى تتحمل العمل بها ، فإذا كنت غير متأكد من درجة شغفك وحبك لهذة المهنة أنصحك بالابتعاد عنها لأن لا يوجد أحد عاقل يتحمل طبيعة مجهود هذة المهنة، خاصة في قسم الإخراج، لأنك مطالب بكل شيء ، فهناك قاعدة أساسية تقول: “مساعد المخرج لا يجلس أبداً في موقع التصوير”. فأنت دائماً تتحرك طوال ساعات التصوير، لا يجب أن يراك أحد جالساً. فأنت الشخص الوحيد الذي لا يستطيع التهاون أو الراحة في موقع التصوير حتى لا يتعطل إيقاع باقي فريق التصوير،  فأنت من يحرك كل شيء. ستجد جميع الأقسام حولك كل منهم ينهي عملة ويأتي عليهم أوقات بدون عمل ينتظرون المشهد التالي ، لكنك أنت الوحيد الذي لا ينتهي عمله منذ دخولك موقع التصوير حتى الفركش . يجب عليك التركيز في كل شيء ، متابعة كل قسم ، ودفعهم إلى الإنجاز لتسريع عنصر الوقت وتحقيق أهداف المخرج . وتختلف درجة براعة مساعد المخرج بناءً على قدر تركيزه وقوة ملاحظته طوال اليوم، حتى بعد أن تتخطى ساعات التصوير الثلاثين ساعة . نعم، في مصر يمكن أن يزيد العمل عن الطاقة البشرية. عليك أن تعلم أن عدد ساعات العمل الرسمية هو 12 ساعة ، وأنك إن تجاوزت 14 ساعة تصوير يُضاف لك أجر نصف يوم ، لكنني متفق معك يا صديقي منذ البداية أن أنقل لك الواقع كما هو أحياناً يمكن أن تصل ساعات التصوير إلى 20 ساعة ، وفي أحيان أخرى قد تتعدى الثلاثين ساعة ، ولكن هذا لا يحدث طوال الوقت. لكنك رغم كل هذا الضغط النفسي والتركيز في كل شيء خلال كل هذا الوقت ، يتضح لك مدى مهارتك وتحملك للمسؤلية، ومدى شغفك بالعمل في هذه المهنة ، فالكثير بعد تجربته العمل ترك المهنة بلا رجعه ، ولكن دائماً إصرارك ما يصنع اسمك داخل عالم مساعدي الإخراج.

 : تحقيق الأهداف 

لكي تكتسب الخبرة الكافية وتصبح في مشوارك خطوات هامة، يجب أن تلتحق في البداية بالتدريب في مواقع التصوير. سيكون في بداية حياتك الطريق الأمثل هو حصولك على وظيفة مساعد مخرج تحت التدريب ، مهنة مساعد المخرج في السينما هي مهنة مهمة للغاية وتعتمد كلياً على الكفاءة ، وهنا سوف نوضح بشكل  عملي وبسيط وظيفة مساعد المخرج بجميع ترتيبات المهنة وهي

djara film

هذه هي الترتيبات الوظيفية لجميع مساعدي الإخراج بجميع المسميات الحديثة التي نعمل بها في عصرنا الحالي، بما فيهم وظيفة مخرج الوحدة الثانية الذى كثيراً ما يقوم بها المساعد الأول او المخرج المنفذ للعمل ومع العلم أنه بإختلاف العصور كانت هناك ترتيبات مختلفة وعدد أقل من المساعدين، فكان يمكن لشخص واحد أن يقوم بعدة وظائف من الترتيب السابق، لكن هذا هو آخر تحديث لطريقة العمل الحالية. وفي المقال القادم سوف نتعرف على مهام كل وظيفة بشكل منفرد ،  مع شرح تفصيلي لعمل مساعدين الإخراج مدعوم بالجداول الرسمية التي نعمل بها ، ونماذج لجميع التفريغات يمكنك الإستعانة بها في عملك ، كما سنضع أمثلة لتفريغات بعض الأعمال التي تم الانتهاء من تصويرها.

 

جميع الحقوق محفوظة لـ ديجارا فيلم أكاديمي

تقيم المقال 

Leave a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *